“\u0625\u062f\u0627\u0631\u0629 \u0627\u0644\u0637\u0648\u0627\u0631\u0626 \u0648\u0627\u0644\u0643\u0648\u0627\u0631\u062b \u0641\u064a \u0627\u0644\u062d\u062c”
محمد آل زمانان
Last updated on يناير 9th, 2020 at 01:11 م
تبذل المملكة العربية السعودية جهوداً جبّارةً في خدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة؛ ليتمتّع الحاج والمعتمر بأقصى مستويات الطمأنينة والأمان ويؤدي مناسكه بكل يسر وسهولة. فقد سخَّرت المملكة كافة الإمكانات المادية والبشرية لخدمة ضيوف الرحمٰن على مرِّ السنين؛ للتسهيل عليهم. حيث يتمُّ ذلك وفق منظومة عمل متكاملة يتم البدء فيها مع نهاية كل موسم حج لوضع الخُطَطْ والبرامج والاستراتيجيات للعام الذي يليه.
وهنا سأتطرّق فقط لجهود المملكة فيما يتعلق بأمن وسلامة الحجاج والمعتمرين والتي توليها بلادَ الحرميْن الشريفيْن اهتماماً بالغاً، حيثُ اُتضِّحَ ذلك في تناقص أعداد الحوادث في مواسم الحج والعمرة خلال السنوات الماضية؛ والذي يعود لعدة عناصر من أهمها: تنفيذ بعض المشاريع العملاقة كمشروع الجمرات والتوسعة الجديدة للحرم المكي الشريف، وتحديث خُطَط التفويج، وإدارة الحُشود والطوارئ والأزمات وغيرها من التدابير.
و عليه فإنّ إدارة الطوارئ والكوارث والأزمات في الحج من أكبر التحديات التي قد تواجه المسؤولين لما يترتّب عليها من صعوبةٍ بالغةٍ في إدارة الحشود والتعامل معهم خلال وقوع الكوارث -لاقدّرَ الله- ؛ وذلك لعدة أسباب من ضمنها: سلوكيات الحجاج وأعدادهم ومحدودية الزمان والمكان لأداء بعض المناسك، وصعوبة التنبّؤ بحدوث الأزمات في بعض الأحيان.
وقد تغلّبت المملكة على جميع هذه التحديات على أرض الواقع-ولله الحمد-
وأصبحت مرجعاً هاماً في إدارة الطوارئ والأزمات وإدارة الحشود في العالم، من خلال كيفية الاستعداد والتنسيق لمثل هذا الحدث السنوي الهام والغير مسبوق. والجميل أيضاً، أنه يتم الوقوف على الدروس المستفادة في كل عام لتلافي السلبيات وتعزيز الإيجابيات، وعمل الاختبارات والتحديثات وتجاوز التحديات؛ للظهور بشكل أفضل في العام القادم.
وتسعى المملكة العربية السعودية دائماً كعادتها في أن تتبوأ مراكزاً متقدمة في إدارتها للحشود البشرية وإدارة الطوارئ والأزمات التي قد تُصاحِب وجود هذه الأعداد الهائلة وإيجاد الحلول المناسبة للتعامل مع أي طارِئ -لا قدّرَ الله- والارتقاء بعلم إدارة الطوارئ والأزمات من علم نظري إلى تطبيقٍ عملي، ونشر هذه التجارب وزيادة المعرفة، وتعميق الخبرات المتعلقة بإدارة الطوارئ والأزمات على المستوى الإقليمي والدولي.