إستيراد العبث عبث !!
هالة القحطاني
إستيراد العبث عبث !!
هالة القحطاني
مؤلم ان يقضي والديك جُل أعمارهم، وهم يعملون في سعي متواصل من اجل تحقيق أهدافٍ سامية. ليدخروا من اجل بِناء مستقبلك ومستقبل أخوتك، بتقديم ضمانات توفر لك تعليم ومعيشة جيدة ومستقرة، قد تمنحك كل الادوات لتصنع تغيير يخدم البشرية، ومجدٍ جديد لمجتمعك ووطنك. ثم تأتي في لحظة ما، لا تعرف اثناءها تقدير قيمة كل ذلك العطاء، لتبدده في لحظة عبث على رفاق السوء، او لتُطعم الغرور المشرع فمه داخل نفسك، الى ان اعتقدت بانك تستحق كل هذا العطاء، دون ان تبذل أي مجهود، بل يكفيهم شرفاً بإن الاقدار جعلتك ابناً لهم !
الفن مهارة يحكمها ذوق وأدب الفنان المثقف. تتركز رسالته في اظهار تفاصيل تلك المهارة، لتحريك احساس الأفراد بالجمال.
ومنذ اكتشاف الفنون، وهي تحمل على عاتقها رسالة اظهار النواحي الجمالية، في حضارة الأوطان وثقافة شعوبها ، وعرض الصورة التي يريدون ايصالها للعالم.
والحقيقة لم اجد الى الآن سبب مقنع او وجيه، يدفعنا باستضافة افراد وفنانين سيئين، يحملون رسائل غير مقبولة، ومواقف غير مشرفة في باطنها السواد والكراهية والسخرية تجاه ثقافتنا وبلدنا.
فبعد سقطة توجيه دعوة استضافة، لواحدة من اكثر المغنيات انحلالاً على المسارح الامريكية، الداعمة المتشددة للمثليين، بهدف استغلال القوة الناعمة لتغيير الصورة النمطية عن المملكة. تم استضافة كائن غير مشرف آخر، لأن غرورنا لا يجعلنا نعترف بالخطأ، بل بالتعزيز له بارتكاب خطأ مماثل، ليظهر مدى تجاهلنا لنقطة التحقق من خلفية الرسائل، التي يحملها الافراد الذين يتم استضافتهم. فلا يهم ان كانو منحلين او مدمني مخدرات او حتى من عبدة الشيطان، المهم عدد الجماهير الذين سيشترون التذاكر!
التعزيز للخطأ وتكراره ليس انجاز بل عبث، ولا شأن له بالتطوير وتحسين جودة حياة الانسان بأي شكل من الاشكال. بل يدخلنا لعصر الفساد الجديد، الذي ركب موجته بعض ممن كنا نتأمل منهم الوقوف ضد الخطأ.
الابداع والانجاز الحقيقي، ان نُصدِّر للعالم فنوننا الراقية وثقافتنا الثرية المتنوعة، لا نستورد أسوأ ما لديهم، من أمثال نصيرة المثليين ومغني الراب “الحشاش”، الذين لا يستحقون ان يقفوا على مسارحنا،
ولا يصرف عليهم قرش واحد.
بارك الله فيك يابنت قحطان كلامك بلسم الجروح