“الإهمال” القاتل المتسلسل !

ماذا وراء صمت وزارة التعليم؟!

Last updated on يونيو 26th, 2021 at 10:59 ص

” الإهمال” القاتل المتسلسل !

هالة القحطاني

قبل نهاية تكليف وزير التعليم السابق، توفي “صالح” ابن ال7 سنوات في مدينة الاحساء، تحت عجلات سيارة معلمه الذي (لم ينتبه) بمروره خلف السيارة. جاءت ردة فعل إدارة التعليم صادمة، بإن الحادثة وقعت خارج اسوار المدرسة وبعد نهاية اليوم الدراسي. اي ليس لهم أي علاقة او مسؤولية بالحادثة.

وفي بريدة دُهست “روان” طالبة الصف الاول الابتدائي أيضا ، بواسطة حافلة مدرستها وامام منزلها. وبعدها بأقل من 24 ساعة في الاحساء دُهس “راضي” طالب الابتدائي, اثناء قطعه الطريق لشراء حلوي من المحل المقابل للمدرسة، قبل بداية الدوام المدرسي حسب ادعاء إدارة التعليم. وقبل نهاية العام، توفي آخر دهسا في مدينة الجبيل, بعد نزوله من حافلة مدرسته امام منزل اسرته بواسطة حافلة اخري!

وبعد تولي الوزير الجديد وفي بداية هذا العام ، نفت ادارة التعليم مسؤوليتها عن حادثة الدهس التي تعرضت لها طالبة حي الشفاء بالرياض امام منزل اسرتها, بعد ان علقت عباءتها في الحافلة، التي لم تكن تابعة للوزارة فحسب، بل ان الحادثة وقعت نهاية اليوم الدراسي.
وهكذا بعد كل حادثة، تنشر إدارة تعليم كل منطقة بمنتهي الحذر، افادة تخلي فيها مسؤوليتها بشكل غير مباشر، بنفس الطريقة المؤسفة التي تمارسها من عقود. فهم يرون بإن حوادث الدهس، تقع علي عاتق اطفال الابتدائي القُصر, الذين سمحوا للكبار من سائقي الحافلات والسيارات بدهسهم!

وبعد حادثة حي الشفاء بأيام، توفي طالب خنقاً في الصف السادس علي يد زميله في الرياض. وفاضت روح طالب آخر بعد ان طُعن على يد زميله في شرورة. دون ان نسمع الى الآن من وزارة التعليم، عن أي إجراءات وقائية كي لا تتكرر حوادث القتل في المدارس.
والأمر الغريب حقاً، ذلك الصمت الرهيب الذي اعترى وزارة التعليم، والوزير وإدارة جامعة الاميرة نورة بنت عبدالرحمن، بعد وفاة طالبة الجامعة دهساً بعد ان علقت عباءتها في حافلة الجامعة !

كل الحوادث السابقة، تتطلب ان تتحمل مؤسسة بحجم المؤسسة التعليمية مسؤوليتها، باستنفار كامل لجميع اداراتها ووزيرها، اما باتخاذ قرارات وقائية او إجراءات احترازية، تُشعرنا بإن سلامة الطلاب و حماية البيئة المدرسية من الجريمة، من اولويات الوزارة والوزير، بعد ان اصبح الإهمال القاتل المتسلسل الذي يهدد مستقبل التعليم في الوقت الحالي.

اترك تعليقاً

Connect with:

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى