الإيذاء الجسدي والنفسي بين أروقة المدارس
عبير الفيصل
Last updated on أغسطس 5th, 2020 at 06:20 م
أضحت البيئة التعليمية في مجتمعنا تضجّ بالعنف والإيذاء والتنمّر بين الطلاب والطالبات، وإن كانت هذه السلوكيات متفشية منذ الأزل، إلاأنها تقلّ في بعض المدارس وتزيد في البعض الآخر، فما هي الأسباب الكامنة خلف ارتفاع معدل العنف والتنمر بين الطلاب؟ وما الآثارالمترتبة على الصعيد النفسي والدراسي لدى الفئة المتضرّرة من ذلك؟ وكيف نردع هذا السلوك لحماية أبنائنا وضمان المسيرة التعليمية السليمة لهم؟
إن طبيعة الأسباب التي تؤدي إلى هذا العنف والإيذاء الجسدي بين طلاب وطالبات المدارس، يعود بشكل أساسي إلى غياب الرقابة منجانب المعلمين والمعلمات من جهة، وإلى لائحة السلوك والمواظبة التي باتت تفتقد للعقوبات الصارمة من جهة أخرى، والتي من شأنها أنتردع الطلاب عن ممارسة هذا العنف وتكراره.
فما نراه من مقاطع تصويرية على وسائل التواصل الاجتماعي لمظاهر العنف والتنمر في مدارس البنين، ما هو إلا بالشيء الظاهر الطفيف،وما خُفي كان أعظم! فماذا عن الطالبات اللاتي يتعرضن لمثل هذا السلوك في المدارس ولا عِلم لنا به ولا حول ولا قوة!
هذا الإيذاء الجسدي مما نستطيع علاجه ومداواته، يعقبه إيذاء نفسي يصعب معالجته وإعادة تأهيله، لاسيما من يتعرض لهذا العنف في مراحل مبكرة، فينشأ لدى الطالب حالة من النفور اتجاه التعليم والبيئة التعليمية ومخالطة الناس، مما يؤدي إلى تدنّي الدرجات والفشل الدراسي والخجل الاجتماعي، وكثير من اللآباء والأمهات لا يعلمون ما يعانيه أبنائهم في المدارس من الإيذاء الجسدي والنفسي.
فالمطالبة هنا لابد منها في رفع مستوى الرقابة من جانب المعلمين والمعلمات، وفرض أشدّ العقوبات على من يمارس هذه السلوكيات اتجاهزملاءه في المدارس، ولو تطلّب ذلك إعادة استخدام العصا.
كما أن هناك طلاب يستجيبون للإنذار اللفظي، فهناك من لا يستجب سوى للإنذار الجسدي، واستخدام العصا هنا يقتصر على الجانبالتربوي فقط، حتى يكون عضةً وعبرةً لمن هم دونه.
وعلى الأهل من جانب آخر تقوية علاقاتهم مع أبنائهم والإكثار من الأحاديث الودية واستمالتهم ليفصحوا عمّا يتعرضوا له في المدارس، وبذلكيمكن حل المشكلة قبل تفاقمها.
فهذا الأمر لا يحتمل تأجيل النظر فيه، فبناءً على ما يتعرض له الطالب اليوم، يكون تكوينه النفسي ومستواه الدراسي في الغد.