الجلطة التي أنارت بصيرتي

تجربة شخصية لعالمة في المخ

Last updated on يونيو 26th, 2021 at 10:36 ص

تأليف: د.جيل بولتي تيلور

ترجمة: د. نجمة إدريس.

سنة النشر: 2019.

الناشر: مسعى للنشر والتوزيع.

تصفح الكتاب:

“حالياً أنا أعيش في عالم الما بين. لم تنطفئ حياتي بعد، لكنني لم أعد أنتمي للآخرين حولي. إنني كيان غريب في عين أولئك المحيطين بي. وفي أعماقي أطفو غريبة عن ذاتي أيضاً”.

هكذا بدأت تروي “تيلور” مؤلفة الكتاب -وهي عالمة مختصة في المخ- تجربتها مع الإصابة بالجلطة في المخ.

قبل إصابتها بسنوات عدة، كانت جيل تيلور تقدم برامج بحثية وتدريسية عن المخ البشري للمختصين الشباب في جامعة هارفرد قسم العلوم الطبية، إلى أن جاء يوم العاشر من ديسمبر عام ١٩٩٦م. في ذلك اليوم اكتشفت أنها مصابة بـ جلطة في الفص الأيسر من المخ -وهو من النوع النادر- من أعراضه النزيف الحاد بسبب انفجار شريان في الرأس، وتدهور متتالي في عمليات العقل المعرفية، تسبب ذلك أيضاً في عدم القدرة على المشي، أو الكلام، أو القراءة، أو الكتابة، أو حتى التذكر. حتى أحسّت أنها تستسلم للموت… ولكن شاء لها الله أن تعود من جديد، وتكتب “الجلطة التي أنارت بصيرتي” لتوثّق رحلتها التي خاضتها مع المرض، لتدمج في هذا الكتاب ما بين معرفتها العلمية وتجربتها الشخصية.

هذا العمل الذي يوثق كل ما مرت به بدءاً بالإصابة بالمرض مروراً بالأعراض والمشاعر والأجواء التي اختبرتها لحظة بلحظة وحتى مراحل العلاج وأوجاعه والتماثل للشفاء؛ كان الهدف منه هو مساعدة الحالات المشابهة، كل هذا من أجل ٧٠٠,٠٠٠ مصاب في مجتمعها، ولو أن شخصاَ واحداً استفاد منه لكفاها.

يحتوي الكتاب على أربعة أقسام:

القسم الأول: “حياة (جيل تيلور) ما قبل الجلطة؛ يقدم للقارئ الإنسانة التي كنتها قبل أن ينطفئ عقلي ويصمت. لقد وصفت كيف نشأت لأكون عالمة متخصصة في المخ البشري، وتحدثت قليلاً عن رحلتي الأكاديمية، ووقفت عند اهتماماتي وعند سعيي الشخصي للبحث والتنقيب. كنت أعيش بسعة وانفتاح. كنت عالمة متخصصة في المخ في جامعة هارفرد، أخدم في منظمة التحالف الوطني للأمراض العقلية، وأنتقل في أنحاء من أجل هذا الهدف”.

في فصل “صباح الجلطة” تصف جيل شعور من يتعرض للجلطة في المخ، وكيف تتدهور القدرات الإدراكية، وكيف كان النزيف يتزايد إلى حد الإغماء والغياب عن الوعي.

يُعتبر فصل “التعافي” مصدراً ثميناً للمعرفة، ولكن لماذا؟ لأنه يقدم أكثر من خمسين نصيحة للانطلاق نحو التعافي والشفاء التام.

بعد قراءة كتاب (الجلطة التي أنارت بصيرتي) ستدرك أيها القارئ أنه لا يتحدث عن الجلطة فقط، وإنما عن الوعي والبصيرة المتيقظة التي جاءت من وراء الإصابة بالجلطة، وكيف أن طبيعة العقل البشري مرنة، لأن لديه القدرة على التكيّف والتأقلم مع المتغيرات.

بعض احتياجات المصاب بالجلطة:

  • اقترب مني، وتحدث ببطء، وانطق كلماتك بوضوح.
  • انتبه إلى لغة جسدك وتعبيرات وجهك، وما يبثانه لي من معانٍ.
  • تواصل معي بصرياً. إنني هنا، قاربني، وارفع معنوياتي.
  • لا ترفع صوتك من فضلك، فأنا لست بأصمّ، إنني جريح فقط.
  • لامسني بشكل مناسب، وتواصل معي.
  • قدّر ساعات نومي، ودورها المهم في عملية التشافي.
  • حافظ على طاقتي، وجنّبني إزعاجات الراديو والتلفزيون، والزوار المتوترين! واجعل وقت الزيارة قصيراً، في حدود خمس دقائق.
  • استثرْ مخي إذا ما توفرت طاقتي بتعلم شيء جديد. ولكن تذكر بأن أقل كمية من المعلومات سرعان ما تصيبني بالإجهاد.
  • ثق بأنني أبذل جهداً في المحاولة، ولكن ليس بمستوى مهاراتك أو بمستوى أسلوب حياتك المنظمة.
  • اسألني أسئلة ذات إجابات اختيارية متعددة، ولا تسألني أسئلة يجاب عليها بنعم أو لا.
  • لتكن أسئلتك لي ذات إجابات محددة، وامنحني وقتاً كافياً للوصول إلى إجابة.
  • لا تقيّم قدراتي الإدراكية بمدى سرعة تفكيري.
  • تحدث معي مباشرة، ولا تتحدث عني مع غيري.
  • اجلب لي البهجة، واحمل لي توقعاتك بشفائي التام، حتى لو استغرق ذلك عشرين عاماً.
  • ابحث عن المعوقات التي تمنعني من النجاح في مهمة ما.
  • وضّح لي ما هو المستوى التالي أو الخطو التالية، لأعرف ما أنا بصدده من أعمال أو مهمات.
  • تذكّر أنه يتعيّن عليّ أن أتقن الشيء في مستوى ما، قبل أن أنتقل إلى المستوى التالي.
  • احتفل بكل نجاحاتي الصغيرة، لأن النجاح مصدر إلهام لي.
  • لا تكمل الجملة لي من فضلك، ولا تكمل فراغ الكلمات التي تضيع مني، فأنا أحتاج أن أمرّن مخي.
  • إن لم تسعفني ذاكرتي في تذكر موضوع ما، فافتح لي ملفاً جديداً بدلاً منه.
  • لعلي أحتاج منك أن تظن بأني أفهم أكثر مما أنا عليه في الحقيقة.
  • ركز على ما يمكنني أن أفعله، أكثر من التحسر على ما لا أستطيعه.
  • عرّفني على حياتي الماضية، ولا تفترض بأنني لا أستمتع بما كنت أحسنه كالعزف على آلة موسيقية مثلاً، لمجرد أنني لم أعد على مستوى المهارة السابقة.
  • تذكّر بأن فقدي لبعض الوظائف، لا يعني بأنني لم أكتسب قدرات أخرى.
  • اتصل بالناس الذين أعرفهم، ونظّم فرقاً داعمة لأجلي.
  • أحبّني في حالتي التي عليها اليوم، ولا تحيلني إلى الشخص الذي كنت تعرفه سابقاً.
  • تذكر بأن ما أتناوله من أدوية قد يجعلني أشعر بالوهن، أو يؤثر على أدائي ويموّه على شخصيتي التي أعهدها.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

Connect with:

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى