السلطة الخفية
الكاتب: أحمد الدليان
Last updated on مايو 2nd, 2020 at 01:58 ص
نعاني كثيراً من سلطةٍ ما، خفية بداخلنا، تسيطر على عقولنا وتؤرقنا، فتجعلنا في حالة شرود ذهني وسرحان، وهي سلطة “الأفكار السلبية” التي تتحكم بأفكارنا ومشاعرنا، كتحكم الجهاز العصبي بحركة أجسادنا.
إن الأفكار السلبية بداخلنا لها تأثير خطير على عمل أدمغتنا، وتأثيرها على قدرتنا على التفكير والإبداع في حياتنا، وكذلك التحليل المنطقي للأشياء التي حولنا، فنفقد الشعور بأنفسنا والشعور أيضا بالأخرين، فالأفكار هي المحرك الأول للمشاعر وأي شعور نعيشه في حياتنا، فهي المحرك الخفي لدوافعنا لفعل شيء ما، أو التوقف عنه، حيث أن قدرة الإنسان تعتمد على مدى سيطرته على أفكاره سواءً كانت سلبية أو إيجابية، فالمواقف والذكريات في حياته سواءً كانت سعيدة أو حزينة تغذي هذه الأفكار.
والعقل الباطن “اللاوعي” يتحكم بنوعية هذه الأفكار، حيث تترسب بداخله الكثير من الذكريات، لأنه يعتبر كالوعاء الذي يصب به جميع الذكريات والأفكار والتجارب وحتى المشاعر، فتكون كالطاقة الكامنة حتى تخرج إلى العالم الخارجي، بأسلوب أو طريقة معينه لترسم شخصية حاملها، فإذا كان محصولها تجارب سلبيه ومشاعر حقد وكره، فإن النتيجة تكون شخصية فاشله ومريضه، تميل إلى الشر والانتقام، أما إذا كانت تتغذى على الحب والود والتسامح، فإنها بلا شك تصبح شخصية إيجابيه وناجحة ومليئة بالتفاؤل، ليس ذلك فحسب؛ بل إن العقل الباطن كذلك له تأثير على شخصية الإنسان في معظم قراراته.
لذا يجب علينا أن نهتم بتغذية أفكارنا بأشياء إيجابية ومفيدة لنحفز وظيفة العقل التي تعمل كالمغناطيس، فإذا كان تفكيرك بشيء إيجابي ومحفز فإن هذا الشيء سوف ينجذب إليك ويقوم بتحفيزك للخطوات التالية، وكذلك الأمر عند التفكير بشيء سلبي أو سيء فسوف تكون النتيجة عكسية.
فالتفكير البشري طاقة لا تعرف مسافات أو أزمنة، فيمكن أن نحلق بتفكيرنا لأي مكان يغذيه بالإيجابية والتفاؤل ويعطي الشعور الثقة بالنفس، فتعطيه القدرة على إدارة ذاته وأحاسيسه ومشاعره، وتبني بداخله سلوك بشري سليم، ليتولد بداخله قناعات بناءّه ترتكز على عقل سليم يستطيع فهم الأشياء والاعتقاد بها بمفهومها الصحيح بعيداً عن سوء الظن والتشكيك الذي يغرس بذرة الأفكار السلبية.