المؤمن الصادق: أفكار حول طبيعة الحركات الجماهيرية.
تأليف: إيريك هوفر / Eric Hoffer
Last updated on يونيو 26th, 2021 at 10:36 ص
ترجمة: د.غازي بن عبدالرحمن القصيبي.
سنة النشر: 2010.
الناشر: هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث (كلمة).
عن المؤلف/Eric Hoffer – إيريك هوفر (1983-1902) :-
يُعد فيلسوف الأخلاقيات الأمريكي، حصل على وسام الحرية الرئاسي في فبراير عام 1983.
كان عصاميّاً علّم نفسه بنفسه، عمل في المزارع ثم منقباً عن الذهب، وبعد الهجوم على بيرل هاربر عمل على أرصفة الشحن والتفريغ في سان فرانسيسكو مدة ربع قرن.
كتب أكثر من عشرة كتب، منها: أهواء العقل، أزمة التغيير، مزاج زماننا… كتابه الأول “المؤمن الحقيقي” الذي نشر في عام 1951، انتشر على نطاق واسع واعتبر كتاب كلاسيكي بسرعة كما تلقي اشادة من العلماء والناس العاديين على حد سواء، أما هوفر نفسه؛ فاعتقد أن كتابه “أزمة التغيير” كان أفضل أعماله.
في عام 2001، أنشأت “جائزة اريك هوفر” تكريما له مع الإذن الممنوح من قبل مؤسسة اريك هوفر في عام 2005.
عن المترجم/ د.غازي القصيبي:-
تصفح الكتاب:
“يقصر كتاب المؤمن الصادق اهتمامه على المرحلة النشطة الدعوية إلى الحركة الجماهيرية. وتتميز هذه المرحلة، أساساً، بسيطرة المؤمن الصادق -الرجل ذي الإيمان المتطرف المستعد للتضحية بنفسه في سبيل القضية المقدسة – ويحاول الكتاب كذلك تحليل البذور والجذور التي تغذي طبيعة هذا الرجل”.
ويُجيب بجميع فصوله وصفحاته وحتى اقتباساته على تساؤل محدد “لماذا يصبح الإرهابي إرهابياً؟”
والحقيقة: لا إرهاب بدون تطرف، ولا تطرف بلا إحباط.
فتبدأ هذه القضية من عقل المحبط؛ الذي لا يرى فيما يحيط به إلا العيوب والأخطاء والنواقص، ذلك الذي لا يعترف بعيوبه ومشكلاته، وإنما ينسبها إلى العالم الخارجي.
ومن هنا يصبح هذا الفرد سهل الاستغلال من الجماعات الثورية المتطرفة ويُستهدف منها، لتقوم هي الأخرى بإستقطابه عن طريق إثارة مشاعره وإشباع النقص الذي يشعر به واستغلال مشاعر الكراهية والحقد لديه لتستثمره لصالحها، وبذلك يتهيأ الوضع لإقامة حركات جماهيرية ثورية واعدة لهم بمستقبل “كاذب” وتولّد في نفوس أتباعها استعداداً للموت وانحيازاً للعمل الجماعي وتقوم بمحاولة إلغاء “الأنا” لديهم، باعتبارها “عائلة” وإن كانت سامّة، تسعى إلى تحقيق أهداف وغايات محددة تتعلق بإحداث تغييرات جذرية في أنظمة المجتمعات وتحاول السيطرة على العالم ككل، عن طريق إلحاق الضرر به وتنفيذ الجرائم العنيفة واللاإنسانية بالجماعات والمجتمعات المحيطة بها؛ باعتبارها هي السبب في فساد العالم ككل… وأقرب مثال لهذا السيناريو المرسوم سابقاً هو ما حصل في الثورة الفرنسية، والثورة الروسية والنازيين كذلك.
“ويفترض الكتاب أمرين:
أولاً: إن الإحباط في حد ذاته، ومن دون دعوة أو محاولة للاستقطاب من الخارج، يكفي لتوليد معظم خصائص المؤمن الصادق.
ثانياً: إن الأسلوب الفاعل في استقطاب الأتباع للحركة يعتمد أساساً على تشجيع النزاعات والاتجاهات التي تملأ عقل المحبط”.
ومن هنا يتم تحليل العلل التي أصابت المحبطين، وردود فعلهم تجاه هذه العلل، ودرجة تطابق ردود الفعل هذه مع ردود فعل “المؤمن الصادق”.
وبحسب ما يراه هوفر؛ فإن أكثر بيئة صالحة لنمو الحركات الجماهيرية هي المجتمعات التي تتمتع بقدر كبير من الحرية.
إن نشوء الحركات الجماهيرية يعتمد على “القوة” وهي في عنفوانها ظاهرة مخيفة تعتمد في قيادتها على “قوة الكلمة” التي تغطيها بطابع العفوية الوهمية، يقوم القائد بالتحدث عن الرحمة مثلاً وهو في الواقع مشاعره تنبع من حقده وكراهيته للنظام القائم.
يقوم قائد الحركات الجماهيرية والذي يُطلق عليه “رجل الكلمة المعارض” بتهيئة التربة لقيام حركة جماهيرية، وذلك من خلال انتقاص المؤسسات القائمة وزعزعة شرعية الأنظمة لدى الناس، وصياغة عقيدة جديدة، وكذلك مهاجمة “الصفوة”.
وأخيراً.. فالكتاب شاملاً مفصّلاً ليس لطبيعة الحركات الجماهيرية سواءً كانت قائمة على أساس اجتماعي أو قومي أو ديني، وكذلك طبيعة نشأتها لإحداث التغيير أو إيجاد البدائل فقط، وأيضاً فصّل طبيعة الأتباع المتوقعون لهذه الجماعات؛ كالفقراء والعاجزون عن التأقلم “كالعاطلين والمراهقين”، والأنانيون أنانية مفرطة، والطموحون الذين يواجهون فرصاً غير محدودة، والأقليات، والمصابون بالملل، ومرتكبو المعاصي.. وغيرهم.
كما فصّل طبيعة العمل الجماعي والتضحية بالنفس، والعوامل التي تشجع على التضحية بالنفس؛ كالتطرف والعقيدة واحتقار الحاضر والخيال والكراهية والتقليد والشك والإقناع أو القمع. والعوامل التي تحدد طول المرحلة النشطة.