الوصفة النافعة

عبد العزيز الذكير

Last updated on فبراير 12th, 2020 at 02:42 م

 

في مسألة الغبار الذي يزور شبه مناطق شبه الجزيرة العربية ذو استثناء . يكتفي الأطباء بوصفة الوقاية ، لأنهم لم يحصلوا على دراسة قاطعة ومضمونة تتعامل مع الظاهرة المناخية غير الوقاية أو الإحتراز وعدم التعرّض .

كثر الأطباء هذه الأيام من النصائح للحماية من الآثار الجانبية للغبار الذي  يزور المنطقة  بين حين وحين .. يقولون إن على المرء البقاء في المنزل وعدم التعرض للخروج إلى الشارع في مشوار غير ضروري ما يعني أن لا علاج للحالة إلا في الوقاية المتمثلة في لزوم المسكن . والمظهر العام للعاملين في المدن ، من العمالة الوافدة هو ظهور الكمامات.

أي أن أهل المنزل لابد أن يدخلوا في مساواة مع عاملات المنازل اللواتي لا يعرفن الشارع إلا عند القدوم أو عند السفر . أما ترون صحتهن بالغة حدّ الكمال .. ! ، ما شاء الله عليهن . لم يحتجن إلى الكمّامات شأن الرجال ..

وقد كانت صفة الاغبرار تلتصق بالمسافر في الفيافي والقفار . قال عمر بن أبي ربيعة :

رَأَت رَجُلاً أَمّا إِذا الشَمسُ عارَضَت

فَيَضحى وَأَمّا بالعشي فَيَخصَرُ

أَخا سَفَرٍ جَوّابَ أَرضٍ تَقاذَفَت

بِهِ فَلَواتٌ فَهوَ أَشعَثُ أَغبَرُ

قَليلاً عَلى ظَهرِ المَطِيَّةِ ظِلُّهُ

سِوى ما نَفى عَنهُ الرِداءُ المُحَبَّرُ

أما الآن فنحن شعثٌ غُبرٌ داخل المدن وحتى في ” المولات ” المكيّفة . والحمد لله على كل حال ..

الرطوبة المسائية التي كان يترسب بسببها غبار الصيف مساء قلّت فأجواؤنا اليوم أصبحت جافة لقلة الأمطار وتراجُع البحار عن سواحلها بسبب الردم الذي جعل الأرض تزحف على البحر لأجل التوسع العمراني، وإنشاء الواجهات البحرية الحديثة، ما حبس رطوبة الجو وقلص منها عما كانت عليه في الماضي، فرطوبة الجو في أواخر الصيف واوائل الخريف تساعد على تشكل السحب وترطيب الأرض ما يتيح النمو للنباتات القريبة من السواحل، ويحد من جفاف التربة وإثارة الغبار في فصل الربيع فالخلجان وألسنة المياه البحرية التي كانت تمتد إلى اليابسة في مناطق المد اختفت بسبب التطور وردم البحر لا في المملكة فحسب ولكن أصبح ذلك في كل البلاد المجاورة القريبة منها، ومعلوم أن شبه الجزيرة معظم أراضيها صحراوية، وتعتمد على المطر فقلته سبّب لها جفاف الأجواء والتربة وانحباس المطر..

 

 

اترك تعليقاً

Connect with:

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى