تدْسيم الشارب
عبدالعزيز الذكير
Last updated on يناير 9th, 2020 at 10:47 ص
تدْسيم الشارب
مصطلح تعارف العامة عليه، ويعني الشبعة أو الإكتفاء من الطعام . ويبدو لي أن من جاء بهذا المصطلح الدال على الكرم، لم يكن معاصراً للنظرة الطبية الحديثة التي تنهى عن الإكثار من الدسم الحيواني، ولم يمر عليه تعبير كامل الدسم وقليل الدسم ومنزوع الدسم أو الدهون الثلاثية المتسببة في الكولسترول .
كان الناس يعتبرون الدسم جزء من كرم الضيافة،ولهذا درجت عبارة ” يدسّم الشارب ” .
استجاب الكبير لدعوة فراش مكتبه على الغداء بعد أن “طلّق” الأخير وأصر. وأحضر الأول معه اثنين أو ثلاثة إلى تلك الدعوة الكريمة.
ولاحظ المدعو ـ وهو صاحب هوية مرموقة ـ بساطة الأكل وطريقة التقديم التقليدية المصحوبة بالرعاية والملاحظة الشخصية من قبل المضيف. فاستطعم الطعام وتناول الشاي والقهوة واستمتع بوقته وأنعم. وقبل خروجه سأل مضيفه سؤالاً شخصياً عن تكلفة الدعوة. فظن الأخير أنه سيعوضه فأقسم و”طلّق” أن يجعل ذلك سراً مكتوماً. لكن الكبير طمأنه مبدياً رغبته بالعلم فقط ولا شيء غير ذلك.
سأله المضّيف ولماذا تود المعرفة؟
قال أن مسكني ممتلىء بالخدم والقائمين على شؤون المطبخ، وممتلىء أيضاً بالثلاجات والمجمدات (الفريزر) وغرف التجميد والمباشرين، ومع هذا كله فإن طعامك ـ يافلان ـ أكثر بهجة ولذة وشهية. ولذا أسأل كم كلفك… ولا عليك فوالله لن أعوضك
قال الفّراش ـ كل العزيمة بـ …. (180) ريالاً. باللحم والخضار والرز والسلطة والفاكهة.. وإذا أردت أن تحسب الشاي والقهوة.. ولكن امتزج هذا كله بلمسات العناية المنزلية النظيفة بطبعها، والمحبة للنظافة. وهذا وغيرك المعلّم ـ لا يتوفر في مساكن تركت لرعاية الخدم والطباخين يطبخون ما يحلو لهم.. ويسرقون ما يحلو لهم، فوجبتكم لا تقل عن الثلاثة آلاف ريال.
وأرى أن الطعام القليل النظيف اشهى وألذ مذاقاً وتستسيغه النفس.
وما هي إلا جوعةٌ إن سَدَدتها
فكل طعامٍ بين جَنبيك واحدُ