تقنية “بلوك تشين” وتطوير قطاع الشحن
الجمارك السعودية وخطوات متقدمة في التحول الرقمي
Last updated on أبريل 9th, 2020 at 07:17 م
هل تصدق أن أول شحنة تم إطلاقها باعتماد تقنية “البلوك تشين” كانت من ميناء الملك عبد العزيز في الدمام، وصولاً إلى ميناء روتردام كانت في 12 مايو الماضي، وذلك لاعتماد “الجمارك السعودية” على هذه التقنية وهي بذلك تعد الدولة الأولى عربياً التي تبادر باستخدام تقنية جديدة في عصر التحول الرقمي تضمن للمنشأة التي تستخدمها الأمان، والكفاءة، والشفافية. هذا ما تحدث عنه مدير الإدارة العامة لتقنية المعلومات في الهيئة العامة للجمار ك الأستاذ محمد العتيبي يوم الثلاثاء 17 سبتمبر 2019، في المؤتمر الصحفي الذي عقدته الجمارك السعودية في فندق الفورسيزن حول أهمية تقنية ” بلوك تشين ” في تطوير قطاع الشحن بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، والهيئة العامة للموانئ وشركة ميرسك العالمية.
هذا وقد بدأ المؤتمر الصحفي بالتقديم له من قبل مدير عام التسويق وخدمة العملاء بالجمارك السعودية الأستاذ عادل بارجاء حيث رحب بالمتحدثين والحضور موضحا دور تقنية البلوك تشين في تطوير قطاع الشحن ومجاراة مباديء رؤية 2030 التي تضطلع الجمارك كأحد اهم القطاعات الحكومية المعنية بحماية أمن الدولة
ثم أوضح مستشار التقنيات الحديثة و”البلوك تشين” في وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، الدكتور هشام بن عباس، توجهات الوزارة الهادفة إلى تطوير التقنيات الحديثة، وإرساء بنية رقمية قوية تدعم خريطة الطريق الطموحة للتحول الرقمي، وضمن قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، تركز الوزارة على تمكين تقنية “البلوك تشين” كأحد أبرز التقنيات الحديثة، من خلال خطة تنفيذية لبناء بيئة متكاملة تشمل تطوير نماذج الأعمال، وتحفيز الطلب، وتأهيل الكوادر الوطنية، واحتضان رواد الأعمال، واستقطاب الشركات الرائدة في هذا المجال، و إعداد تشريعات وتنظيمات ومعايير قياسية داعمة لهذه التقنية.
كما أشار مدير الإدارة العامة لتقنية المعلومات في الهيئة العامة للجمار ك الأستاذ محمد ” العتيبي إلى تعاون الجمارك السعودية مع الشركة السعودية لتبادل المعلومات إلكترونياً (تبادل)، لربط منصّة فسح (منظومة الاستيراد والتصدير الإلكترونية الموحدة) بنظام “تريدلينس” (TradeLens)، وهو النظام المدعوم بتقنية البلوك تشين، والذي طورته شركتي (Maersk) وشركة (IBM) وذلك بهدف تعزيز وحماية عمليات الشحن البحري.
ويأتي التطبيق التجريبي لتقنية بلوك تشين “Blockchain” لتعزيز جهود الجمارك السعودية في أتمتة أنشطتها، وانسجامًا مع إستراتيجية الجمارك المتوافقة مع رؤية المملكة 2030 الهادفة إلى تمكين المملكة لتكون مركزًا لوجستيًا عالميًا عبر تيسير التجارة والاهتمام بالعميل وحماية الوطن والمجتمع بكفاءة وفعالية. حيث سيكون لهذه الجهود أثراً بارزاً في تيسير وزيادة مرونة العمليات الجمركية، لا سيما عمليات الاستيراد والتصدير للشحنات المختلفة والخدمات المرتبطة بها؛ بما فيها تأمين سلاسل الإمداد التي تبدأ من بلد التصدير وصولاً إلى منافذ المملكة وذلك للتأكد من المتابعة الدقيقة للإجراءات المتعلقة بتنفيذ هذه الخدمات، والامتثال للقوانين والأحكام المتّبعة بمدة زمنية قصيرة.
وذكر العتيبي أن اعتماد “الجمارك السعودية” على هذه التقنية يعد الأول على مستوى المنطقة،في نطاق التجارة العالمية خارج عمل البنوك وهي خطوة تعكس استراتيجية “الجمارك” في تعزيز حلول الأتمتة والأنظمة الذكية، لتيسير التجارة عبر الحدود، وبشكل خاص عبر المنافذ البحرية التي تمثل نحو 80 في المائة من حركة التجارة في المملكة.
هذا وأشاد مدير إدارة التحول الرقمي بالهيئة العامة للمواني الأستاذ خالد آل ثنيان بتطور الخدمات في وزارة الاتصالات وهيئة المعلومات وكذلك الجمارك وأعلن عن ضلوع “”موانئ قبل اشهر باستخدام تقنية البلوك تشين .
كما أشار المدير الإقليمي لشركة ميرسك Maersk، محمد شهاب، أن “رؤية 2030” أتت مشابهة لشركة Maersk لبناء منصة لوجيستية متكاملة في قطاع النقل وتقديم الخدمات المساندة.
وقد كان من الصعوبة إقناع الحكومات لاستخدام تقنيات “البلوك تشين” في نظام الجمارك، ولكن السعودية كانت من أوائل الدول في الشرق الأوسط، التي تعاونت مع الشركة في نظام “البلوك تشين”.
وفي صحيفة أبعاد قمنا بتحليل هاشتاق blockchain#، في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، وظهرت أكثر الكلمات تداولاً في الهاشتاق وبرزت كلمة blockhain، وبلوكتشين، وكلمات أخرى مثل القطاع، والبيانات، الحماية، العالم.
الجدير بالذكر أن “بلوك شين” تقنية تم ابتكارها في عام 2008، وهو برنامج معلوماتي مشفر، يستخدم سجلاً موحداً للمعاملات عبر الشبكة، حيث تم تصميمه بطريقة لامركزية لإلغاء الحاجة إلى الوسيط أو لنظام تسجيل مركزي لمتابعة حركة تبادل البيانات، وهو ما يجعل جميع الجهات المعنية بهذه التعاملات مهما اختلفت، تتواصل مباشرة معاً، دون الحاجة إلى تدخل طرف ثالث أو وسيط.
وهذا يساعد الجهات المستخدمة للبلوك شين على حفظ قوائمها، وحمايتها من التلاعب، وفي النظام اللامركزي إذا تم اختراق أحد السجلات أو المجموعات، فإنه لا يمكن اختراق المجموعات الأخرى في الوقت ذاته؛ لذا فإن هذه التقنية تعتمد ببساطة على عنصر الأمان وتشفير الهوية، وتوفر كثيراً من الوقت والجهد والتكلفة بسبب الاتصال المباشر بالطرف الآخر من دون الحاجة إلى المعالجة من أطراف وسيطة ومتعددة، وبالتالي يتمكن المستخدم من إجراء العمليات بكل حرية ضمن منصة عامة وآمنة.