ثقافة تويتر: حرية التعبير أو مسؤولية التعبير
تأليف: عبد الله الغذامي
Last updated on يونيو 26th, 2021 at 11:09 ص
سنة النشر: 2016.
الناشر: المركز الثقافي العربي.
عن عبد الله الغذّامي: أكاديمي وناقد أدبي وثقافي سعودي وأستاذ النقد والنظرية في كلية الآداب، قسم اللغة العربية، بجامعة الملك سعود بالرياض، حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة إكستر البريطانية، وهو صاحب مشروع في النقد الثقافي وآخر حول المرأة واللغة. كان عضوا ثابتا في المماحكات الأدبية التي شهدتها الساحة السعودية، ونادي جدة الأدبي تحديدا في فترة الثمانينات بين الحداثيين والتقليديين. يعد من الأصوات الأخلاقية في المشهد السعودي الثقافي، ويتراوح خصومه من تقليديين إلى حداثيين. يكتب مقالا نقديا في صحيفة الرياض منذ الثمانيات، وعمل نائبا للرئيس في النادي الأدبي والثقافي بجدة.
تصفح الكتاب:
في مقدمة الكتاب وصف الغذامي تويتر بـ(المنزل الزجاجي) بحيث يصبح كل شيء فيه مكشوفاً ومباشراً ومتحرراً من كل أنواع الرقابة. “لأول مرة في تاريخ الثقافات يتمكن الإنسان المفرد من الامتلاك التام والمطلق لحريته في التعبير، ويقف وجهاً لوجه مع شاشة زرقاء يحرك فيها أصابعه دون قيد ولا رقيب، حتى الرقيب الذاتي تراجع وتعطل مفعوله، وما إن يخاف الفرد من اسمه الصريح وصورته الصريحة حتى يغيرهما باسم وهمي وصورته لتكون بيضة أو رسمة متخيلة أو وجه حيوان كاسر أو مبتسم”. وبناءً على هذه الحرية التي يمنحها تويتر للمرء فإنها تقع عليه المسؤولية كذلك.. مسؤولية التعبير، أي ما يكتبه في حسابه..
إن للشبكات الاجتماعية تأثيراً على العالم ككل، حتى أنها اسهمت في تغيير الرأي العالم، وهنا المؤلف يتحدث عما أحدثته هذه العصفورة الزرقاء بالعالم من سرعة بالخبر واختصار بالمقال من خلال التدوين الذي لا يزيد عن ١٤٠ حرفاً، وكيف انه أصبح منبراً لمن لا منبر له.
في الفصل الأول وبعد قائمة أسماء وجّه لها الشكر والامتنان من خلال عدة صفحات، تحدّث عن وجوه تويتر التي وصفها بأنها الحقيقة المافوق تفاعلية، وعن خصائص تويتر الذي برز من خلاله الكثير من الكتّاب، وعن النقلة النوعية في الكتابة البسيطة وسرعة قراءتها، وصناعة الخطاب وأساليبه، وسلبيات تويتر كذلك.
ناقش الغذامي في الفصل الثاني قضية صناعة المعاني وسؤال تويتر؛ والتي أطلق عليها مسمى (المؤسسة المجازية)، فيها ترتبط الوسيلة بالمجاز البلاغي والذي يتحول إلى (مجاز ثقافي). ويتساءل هنا عمّا إذا كان الإنسان هو منتج اللغة، أم اللغة هي صانعة الإنسان؟ ومن ثم يشير إلى أهم المصانع الثقافية للمعاني وهي: الشعر (الحيلة المجازية)، الصحافة (المؤسسة الورقية)، وتويتر (مجازية الشاشة). يفّصل كل مؤسسة منهم على حدة.
وفي سؤال تويتر (الثمن الغالي) جاء عدة أمور لا يمكن أن نغفلها:
- لكل مكتسب ثمنه، وكلما تسامى المكتسب تسامت معه القيمة المعنوية والقانونية.
- مجازية التعبير؛ فيظل (المجاز) منطقة حرة في التعبير وفي العلاقات البشرية.
- الهجائيات الثقافية؛ فالإنسان لا يسلم من عدو يعاديه. وجاءت خصائص مفاهيمية الهجاء بالصورة التالية: أن تقول في غيرك قولاً سلبياً – يكون قولاً غير برهاني، ويتأسس على مجرد دعواك وتلفظك الحر – يمس القول المقام المعنوي للمذموم، اتهاماً أو قدحاً أو سخرية – يوظف كل إمكانات الطاقة اللغوية بأشرس صيغها.
- قول على قول؛ للهجائيات خطوط متشابكة وهي لا تسير على خط واحد.
وأشار أيضاً في هذا الفصل إلى: الحرية الملونة (تويتر الزرقاء) وارتبط فيها عنصر الفردانية التي تتيح للفرد حريته؛ ولكن هذه الحرية الثمينة من وجهة نظره (سلعة غالية)، ومن ثم يضرب أمثلة لبعض القضايا والحالات التي حصلت في تويتر والتي تتعلق بـ “العجز الثقافي”، و”الاستحياء الحقوقي” والذي تتناقض وتتضارب فيه قيمتين ألا وهي: القيمة الحقوقية، وقيمة التسامح.
في الفصل الثالث (المعنى الوسائلي) يجيب على تساؤلات محددة: عما إذا كان الأسلوب أقوى من الأفكار؟ وكيف لقوة غير عاقلة أن تسيطر على قوى عاقلة؟ وهل قيمة الفرد بلونه وصورته، أم بجوهره! وبما أن الصورة هي المعنى الأول -كما أشار- فهذا يؤكد أن المرجعية الدلالية الثقافية هي ما يحصل لك حين ترى الصورة الأولى، بمعنى لحظة الصفر لكل المعاني.
جاءالفصل الرابع تحت عنوان (المكشوفة والكاشفة)؛ والذي يعكس جزءاً حيّاً من واقع تويتر؛ من خلال سرد نصوص مقالات عن ظاهرة الرهطوية في تويتر، ومجموعة تغريدات تعبّر عن ردود الفعل حول تلك المقالات.
وأخيراً.. فإن كتاب بهذا العمق وبهذا المعنى الذي يصف عالم وثقافة ومجتمع تويتر؛ لا نستطيع تلخيصه في سطور معدودة.