ثورة الإعلام الحديث في ظل رؤية 2030
أحمد الدليان.
Last updated on يناير 8th, 2020 at 08:17 م
بقلم الكاتب: أحمد الدليان.
لا يخفى على أحد، أهمية الإعلام في حياتنا الاجتماعية، و دوره المؤثر و الفعال على المجتمع، حتى مع أختلاف الوسيلة الإعلامية، يبقى الهدف واحد، إبتداءً من مرحلة تكوين أو صناعة المادة الإعلامية حتى مرحلة نشرها، فكانت ومازالت بعض هذه المواد الإعلامية تثري عقل المتلقي بالفكر والعلم والمعرفة، لتكوين نواة لثقافته، أو قطرة تصب في دلو معرفته، فالإعلام هو المحرك الأول لنشر الثقافة بين أفراد المجتمع، عبر وسائله المقروءة أو المسموعة أو المتلفزة، فكانت هذه الوسائل المتاحة قبل ظهور وسائل الإتصال الحديثة، التي أحدثت ثورة في عالم الإعلام الحديث، في خلق التكامل الإعلامي لتطوير المسيرة الإعلامية بشكل واسع وكبير، وأكثر سرعه في تحطيم وتجاوز حاجز الوقت بكل زمان و مكان، بعيدا عن أي قيد، يحد من إيصال المعلومة بشكل أسرع، فأصبحت الأخبار تواكب الأحداث لحظة بلحظة، وبتفاعل حي و مباشر، تتيح مناقشة هذه الأحداث وتبادل الآراء في محاولة البعض في إيجاد الحلول التي تهم المجتمع، فتسهم في البناء المعرفي والإدراكي لأفراد المجتمع فتزيد من وعيهم؛ ليكونو قادرين على طرح أفكارهم وتحليلها بشكل منطقي وبناء، فتساعد بتحرير عقول البعض من قيود الماضي، وتعزز الثقة بالنفس، وإرساء مبدأ الوطنية وتعزيز قيم الانتماء للوطن، فتنير بصيرتهم وأفكارهم بعيدا عن المتربصون في الظلام، ممن يسعون لتفتيت وتمزيق مجتمعنا عبر زرع أيديولوجيات دينية وسياسيه، تهدف لتدمير مجتمعنا من الداخل ونزع روحه الوطنية التي كانت ومازالت رغم محاولاتهم لزعزعتها، صامدة وشامخة كجبال طويق تتكسر على أعتابها سهامهم المسمومة و بأفكارهم الهدامه.
ومع بزوغ شمس الرؤية، أصبحت الثورة الإعلامية تشرق على كل أقطار العالم، لتضيء للعالم أجمع، وتسلط الضوء على جمال وأصالة الحضارة السعودية التي تمتد لألاف السنين، بعيداً عن الصورة النمطية السابقة، التي ترسخت في اذهان العالم الخارجي بأننا شعب يعيش حياة بدائية تقتات من حضارات الأمم الأخرى، ظهرت من العدم ليس لها تاريخ أو امتداد حضاري قديم، يضاهي الحضارات الأخرى، فكانت ومازالت المملكة العربية السعودية هي مهد الكثير من الحضارات، إبتداءً من حقبة العصور الحجرية القديمة والمتوسطة، و باكتشاف مستوطنات بشرية من العصر الباليوليشي، يعود تاريخها إلى أكثر من مليون وربع المليون سنه، ومرورا بالحضارات اللاحقة التي يعود تاريخ بعضها إلى أكثر من 9000 سنة قبل الميلاد، كحضارة المقر، ومدين، وعاد، و ثمود، ودلمون، …إلخ. وانتهاء بالحضارة الإسلامية التي أنطلقت من هذه الأرض المباركة.
فالإعلام أسهم بشكل كبير وفعال في تسليط الضوء على مكانة، وحضارة المملكة العربية السعودية العريقة، وصورتها الجميلة، التي يجب أن يراها العالم كما هي، على حقيقتها الفعليه، وأننا أمة لها تاريخ عريق و فاعل، ساهمت في بناء هذا العالم الكبير.