عواطف الشمع.
أحمد الدليان
Last updated on يناير 9th, 2020 at 10:23 ص
دائماً ما يتردد على مسامعنا كلمة “عـاطـفـي” أو نحن “عاطفيون” حتى يتبادر على أذهاننا أن العاطفة هي صفة للضعفاء أو السُذّج، متناسين أن الطبيعة البشرية هي مجموعة من السلوكيات الاجتماعية المتراكمة التي تتأثر بعوامل داخلية وخارجية، يفوق كل ما نراه أو حتى نتخيله في عالمنا.
وإذا تعمقنا في المعنى الحقيقي للعاطفة، سنجدها لا تخلو من المشاعر أو الأحاسيس، وسنجد تأثيرها على الشعراء في قصائدهم، فنجد قصيدة الشاعر مليئة بالأحاسيس والمشاعر ولا تخلو من بعض الصور الجمالية، لتصور جمال العاطفة بداخله، فتصل لكل متذوق لكلماته التي تنبع من أعماق إحساسه العاطفي، ونذوقها بأحاسيسنا.
إن العاطفة هي حاجة ملحة ومهمة في حياتنا، سواءً كانت على مستوى الأسرة أو المجتمع، فهي فطرة انسانية، وحاجة وجدانية ونفسية، تدعو للحب والتفاؤل، فتجعل من حياتنا أكثر جمال وسعادة، فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان قبضة من طين، ونفخه من روح، وجعل له عقلاً يفكر، وعاطفة تؤثر، فالعاطفة شيء مؤثر في حياتنا، فهي إما تجعل حياتنا سعيدة أو تعيسة.
وحقيقة الإنسان هي عبارة عن مجموعة من العواطف والمشاعر، تجعل الحب يتدفق في قلوبنا، كلما زادت هذه العاطفة.
فالمشاعر لو تجردت منها العاطفة، لذبلت ومات الحب، فتكون كالصخرة الصماء بلا إحساس ومشاعر. لأنها هي من يرسم بداخلنا ملامح الإنسانية ويُظهر جمال الروح.
المميز بين العاطفة الصادقة والمتزنة وبين العاطفة المزيفة المنحرفة شيء أساسي، حتى لا نكون ضحية من يستثير عواطفنا ويهيج مشاعرنا، ويضفي شعور اليأس والاضطهاد والظلم، لننظر للحياة نظرة سوداوية قبيحة ونفقد روح التفاؤل، فنرى الحق باطل والباطل حق، وننساق وراء بعض الأفكار والمعتقدات الباطلة، التي تنقلنا من النور إلى الظلام، ونضل الطريق الصحيح.
إن العاطفة في حياتنا مثل الشمعة؛ إما تضيء حياتنا، أو تشتعل بأرواحنا ونحترق بنارها.
الكاتب