محمد السويدي يكتب “فايروس كورونا والعالم”

Last updated on مايو 2nd, 2020 at 01:49 ص

 

محمد بن فهد السويدي

كورونا باللغة اللاتينية تعني التاج وهذا الفيروس ينتمي إلى عائلة الفيروسات التاجية وسبب تسميتها تلك لأن لها نتوءات تشبه التاج تظهر على سطحها تحت المجهر الالكتروني.

الفيروسات التاجية أو الكورونا هي فيروسات حيوانية المنشأ أي أنها تسبب العدوى عادة بين الحيوانات ولكن بسبب بعض الظروف البيئية في بعض الدول كالصين انتقلت العدوى من الحيوانات إلى الإنسان كما حدث في عام ٢٠٠٣ عند ظهور مرض السارس وكذلك عام ٢٠١٢ عندما ظهر مرض متلازمة الشرق الاوسط التنفسية في السعودية وأخيرا في نهاية عام ٢٠١٩ عندما ظهر مرض كوفيد١٩ في الصين أيضا.
مرض كورونا المستجد كوفيد١٩ تسبب بحالة هلع كبيرة في جميع انحاء العالم بسبب انتشاره السريع وعدد الإصابات الضخم الذي وصل إلى أكثر من ١٦٠ ألف حالة في أكثر من ١٥٠ دولة خلال أقل من ثلاثة أشهر، وهو ماجعل منظمة الصحة العالمية أن تعلنه جائحة عالمية وترفع درجة الانذار منه الى أعلى مستوى، بالإضافة إلى انتشاره السريع، تكمن خطورة هذا المرض في أنه جديد ولا يمكن معرفة سلوكه كبقية الفيروسات المعروفة فضلا على أن الحيوان الحاضن أو الناقل له غير معروف إلى الآن.

لو تمكن المجتمع العلمي من معرفة الحيوان الناقل له لتمكنوا من السيطرة على انتقاله بسرعه. في عام ٢٠٠٤ تمكن العلماء من معرفة أن القط البري في الصين هو الحاضن لفيروس السارس وبذلك استطاعوا السيطرة على انتشاره خلال سنة ونصف فقط ولم تسجل حالات منذ ذلك التاريخ.، لكن العالم الآن أمام تحدي كبير لاحتواء هذا المرض والحد من انتشاره خصوصا انه لا يوجد علاج له أو تطعيم للوقاية منه، انما العالم يقف عاجز أمام الإنتشار السريع لهذا المرض مما اضطر العديد من الدول لتطبيق إجراءات وقائية صارمة للحد من انتشاره والتخفيف من عواقبه الوخيمة على الأنظمة الصحية والاقتصادية.

إن أهم الإجراءات الوقائية الاحترازية التي طبقتها الدول هي إيقاف الرحلات بجميع أنواعها وخصوصا من الدول الموبوءة ، وكذلك المراقبة الصحية المشددة في المطارات. أيضا منع التجمعات بجميع أنواعها سواء في المدارس والجامعات وفي مقر العمل وكذلك جميع المناسبات الاجتماعية والرياضية وغيرها، المجتمع العلمي المتخصص في هذا المجال يعمل على قدم وساق نحو التوصل إلى لقاح أو تطعيم يقي من العدوى بهذا الفيروس أو علاج شافي له ونأمل أن يتحقق ذلك في اقرب وقت.

هذا الفيروس بحق استطاع أن يسيطر على العالم وأن يعطل معظم الأنشطة الاعتيادية في جميع أنحاء العالم وأن يحد من حركة الناس بل إن الناس أصبحوا حبيسي البيوت في أكبر عملية حجر صحي عرفها التاريخ، وفي ذلك درس نتعلم منه بأن التعاون هو أساس النجاح في مواجهة المشاكل والتغلب عليها وأننا جزء فاعل من العالم نتأثر بما يحدث عند الغير ونحاول أن نكون مفيدين لغيرنا.

*مصدر ارقام الحالات وعدد الدول: منظمة الصحة العالمية.

‫4 تعليقات

اترك تعليقاً

Connect with:

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى