فضلاً: ادعمني ب”رتويت”
د. ناهد باشطح
لا أود أن يغضب مني الأصدقاء الذين يطلبون مني بين وقت وآخر التغريد او الرتويت أو المشاركة في وسم معين لمنتديات او مؤتمرات يكونون فيها ضمن فريق إعلامي مسؤول عن الترويج للحدث ونشره عبر وسائل الإعلام بما فيها وسائل التواصل الإجتماعي، فالقصد من مقالتي هذه ليس الامتناع عن دعمهم، بقدر ماهو الأمل في أن ننتقل بأحد أهم مجالات الاعلام وهو -تغطية الاحداث- إلى مراحل تطويرية أفضل، إذ لا يمكن لنا أن نسير بخطوات بطيئة في عالم سريع الخطى.
وكون الصحافة الرقمية قد تداخلت مع التسويق الالكتروني، فإن كثير من فنون الصحافة اتصلت بالتسويق الالكتروني ومن ضمنها تغطية الأحداث “event covering”
الخبر لم يعد كما هو بقالب الهرم المقلوب بل تطور حتى شابه القصة فماذا عن متابعة الأحداث هل ستظل كما هي تبدأ بكتابة الأخبار والتواصل مع الصحف المحلية لنشرها ؟ او انتاج فيديوهات فنية جميلة لكنها لا توصل الرسالة الإعلامية تنتشر عبر “تويتر” و”الواتس اب”. وكأنما الأمر تأدية الواجب من قبل تلميذ كسول!!
اختلف المشهد تماماً، وعلى المجتمع أن يدرك أن الصحافة لم تعد أحد الفنون بل أصبحت صناعة متطورة، فالحدث أنواعه مختلفة ولذلك يختلف أسلوب تغطيتها إخبارياً ، ثم أن لدى الجهات المنظمة للحدث منصات الكترونية يفوق أعداد متابعيها بعض أعداد زوار مواقع الصحف المحلية، كما أن موقع الجهة المنظمة الالكتروني يعتبر من أقوى أدوات تغطية الحدث إعلامياً لأعداد تفوق التغطية الاخبارية التقليدية، وتحدث التفاعل بين الجهة والجمهور ، ومع ذلك يكون موجودا دون اهتمام بتحسين محركات البحث(SEO) و تجربة المستخدم (UX)
لكن مقاومة البعض للتجديد في عالم الصحافة أوقف الاهتمام بالجديد في عالم متحرك سريع التفاعل، فظلّت كثير من القطاعات تنظم مناسباتها، وتعتمد على نشر الأخبار في الصحف المحلية وعبر تغريدات الاصدقاء المؤثرين في تويتر بينما لديها خيارات أكثر في أن تصل الى أعداد جماهير مهولة عبر مظاهر عدة لتغطية الحدث عن طريق الصحافة او العلاقات العامة او أدوات التسويق الالكتروني الشهيرة .
هل سنظل نناقش الفروقات بين الصحافة الورقية والرقمية بينما تغيرت قواعد اللعبة في الفضاء الالكتروني كما يشير لذلك أحدث تقرير عن التسويق عالمياً؟، أم علينا أن ندرك أن عالم الصحافة أصبح أكثر اتصالأ بالتسويق الالكتروني كأداة احترافية تحقق أهدافنا في تغطية الأحداث والمناسبات دون أن نطلب الرتويت من الأصدقاء ولا نجني سوى بضعة من قراء ربما غير مهتمين بهذا الحدث
في الماضي لم تكن الصحف العربية تهتم باحتياجات الجمهور ورغباته الا فيما ندر ولذلك قلّ عدد الإستطلاعات التي تستهدف رغبات القراء، اليوم لم يعد الأمر صعباً في عالم الانترنت حيث يمكن جمع البيانات والاستفادة منها وتحليل سيكولوجية الجمهور ، لكن ذلك لن يحدث الا إذا آمنا بثقافة الإنترنت وليس استعماله كوسيلة تكنولوجية مقيدة الخصائص.