لصحتك النفسية الزم الكتمان
الكاتب: محمد العتيبي
Last updated on يناير 9th, 2020 at 10:22 ص
لصحتك النفسية الزم الكتمان…
نعم الزم الكتمان وعود نفسك عليه، فالبعض للأسف أسرف في نشر خصوصياته وكل تحركاته للآخرين سواء للأقربين أو حتى لأعز أصدقائه كما يعتبره ، وأيضا يظهر ذلك جليا في برامج التواصل الاجتماعي، وخصوصاً (السنابتشات) ، وفي كثير من الأحيان يؤدي مثل هذا التوسع في كشف الأسرار والخصوصيات للتدخل من قبل الآخرين، ويجعل لديهم مزيداً من الفضول لأنهم اعتادوا على ذلك، لا شك في أننا نثق بهم ونحبهم، ولكن في نفس الوقت لسنا مضطرين لإخبارهم تفاصيل حياتنا ويومياتنا وعن كل صغيرة وكبيرة، وبما نفعل في كل تحركاتنا، وذلك لسبب بسيط جدا؛ لأنهم بشر، تتأثر مشاعرهم وردود أفعالهم بالكثير من المؤثرات نظرا للتباين والاختلاف في طريقة التفكير والتعاطي مع المواقف والأحداث وحتى في الظروف المعيشية والنتيجة بلا شك ستكون سلبية.
لا ننكر بأن بعض من تربطنا بهم علاقة -أيّاً كان نوعها- لديهم الكثير من الخصال الجميلة والإيجابيات التي قد تطغى على سلبياتهم، ولكن كما ذكرت هي طبيعة النفس البشرية التي تحتمل القصور والخطأ والوقوع في الزلل، وكلما كان الشخص أكثر إفصاحا لخصوصياته ويتحدث عن كل شيء جرى له فإنه غالبا سيتعرض للقلق والتوتر ولن يشعر بالأمان والاطمئنان في داخله وسيكون شعوره التوجس والعدوانية وسوء الظن كأنه في ساحة حرب منكشفا أمام العدو وفي حالة تأهب ودفاع لأنه أصبح كتابا مفتوحا ومتاحا للآخرين ومعرضا لكلمة تأتيه من هنا ولمزة من هناك – هو في غنى عنها – لأن كل منهم ينظر لك من زاويته وفهمه فيحكم من خلالها عليك وعلى كل تصرفاتك، وتذكر بأن حديث الناس عنك ليس كحديثك عن نفسك .
وأنا هنا لا أدعو للوسوسة وكتمان كل شيء. فلربما يرد أحدهم قائلاً: أنا أثق بنفسي وراضي عن سلوكي وطبعي ولا يهمني ما يقال عني، فنقول له : لا أحد ينكر ذلك طالما أن فعلك للضرورة، ولكن عندما تشعر بأن ما ستنشره سيعود عليك شرا ووبالا وليس له أي داعي، فمن الحكمة والعقلانية ملازمة الكتمان وسيكون الصمت حينها أفضل خيار لسلامة قلبك وعقلك وصحتك النفسية وكذلك لضمان ديمومة العلاقات بينك وبين الأخرين، فوجود مسافة كافية من الخصوصية بينك وبينهم كفيل باستمرار العلاقات بكل حب واحترام ويضفي عليك مزيدا من الهيبة.