مؤشرات المنظومة في التعليم
الكاتب: سعد الركبان
Last updated on مايو 2nd, 2020 at 01:56 ص
كثر الحديث في الوسط التعليمي وتعددت التساؤلات عن المنظومة وعن مؤشراتها، وعن أهدافها، ولعل هذا المقال يلقي الضوء على “المؤشرات”، إذ تعد المؤشرات مقياساً كمياً فاعلاً يقاس به أي عمل سواء كان فردياً أو جماعياً في مختلف القطاعات، وتكون نتاجها قيماً موجبة تُعزز أو قيماً سالبة تُصحح.
ومن خلال تتبعي للمنظومة من إصدارها الثالث إلى إصدارها السادس المعدل اتضح لي ضعف قابلية المؤشرات الموجودة من الناحية الكمية والنوعية للتطبيق؛ فقد ظهرت بكم هائل من المؤشرات عجز الميدان عن فهمها واستيعابها فضلا عن تطبيقها، ثم بدأت تتضاءل تلك المؤشرات شيئا فشيئا لتصبح اثنا عشر مؤشراً فبعضها حذف والبعض الآخر دمج مع مؤشرات أخرى؛ وهذه الإجراءات المتغيرة لوّنت المنظومة بألوان لا يمكن معه أن تحظى بقبول، فهذا التلوّن يزيد المنظومة غموضاً في فهمها وتفسيرها، وهو الأمر الذي قد يخلق شعورا بعدم الرضا عنها، وقد يقود إلى تراجع الثقة الميدانية بقدرة هذه المنظومة على إخراج نتائج دقيقة، إضافة إلى ذلك الانعكاس السلبي لعامل الاستعداد النفسي عند الرغبة في تطبيقها ميدانياً، خصوصاً إذا نظرنا بعين الاعتبار أن فعها ليس له ثواب وتركها ليس عليه عقاب !
وأرى أن يكتفي بمؤشر واحداً قابلاً للفحص والتحليل، وليكن “المستوى التحصيلي للطالب” باعتباره متغير تابع وهدفاً أساسياً من العملية التعليمية بأكملها؛ أما ما يتبعها فهو عبارة عن وسائل وأدوات لتحقيق نواتج تعلم أفضل. ولا يصح مزج الأهداف بالوسائل، والوسائل بالأدوات؛ فالنتيجة وإن استطاعت المنظومة إخراجها بعد سنين من المحاولات حتما سيعتريها التشويه والقصور.
ومع هذا كله من وجهة نظري أن يتم فصل أهداف التعليم العامة والخاصة عن الوسائل وعن الأدوات عند الرصد لتظهر قيماً خاصة بالمتغير التابع، وقيما أخرى خاصة بالمتغيرات المستقلة؛ ثم تحليها بربط تلك القيم ومعرفة تأثير كل منهما عن الآخر كمتغيرات مستقلة وتابع واحد؛ وذلك من خلال برامج التحليل الإحصائية المستخدمة في البحوث العلمية، واختبار مدى صدق النموذج وفق أطر علمية صحيحة، ومن هنا يتم محاكاة المتغير التابع بناء على التغيرات التي تطرأ على المتغيرات المستقلة.
وختاماً أقول أن المنظومة كفكرة تعد جيدة وكتطبيق تحتاج إلى مزيداً من المراجعة قبل اطلاقها.
بقلم: سعد الركبان