مايكروسوفت والذكاء الاصطناعي .. سباق إلى المستقبل
جاهزية الشركات لتطبيق الذكاء الإصطناعي هل تكفي؟
Last updated on أغسطس 5th, 2020 at 05:16 م
يقول David Carmona المدير العام لمشاريع الذكاء الاصطناعي في Microsoft “نحن لا نرى الذكاء الاصطناعي كمنتج، نحن نرى أنه إستراتيجية يمكن لجميع منتجاتنا والعملاء الاستفادة منها. إنها تشق طريقها في كل ما نقوم به”
نعم إنه ” الذكاء الاصطناعي ” وإنها “مايكروسوفت” لكن هل تتوقعون حجم بحث الناس عن ” الذكاء الاصطناعي” ؟ وكيف أظهرت نتائج البحث ، نمو البحث عن “ذكاء اصطناعي” خلال الخمس سنوات الماضية في كل أنحاء العالم.
وكذلك البيانات ، هل تتوقعون إلى أي مدى يكشف البحث عن ارتفاع حجم البيانات في المستقبل ؟
وكيف سيتم استحداث مهن متخصصة في البيانات والذكاء الاصطناعي؟
ومن من دول العالم يهتم سكانها حين يستخدمون الإنترنت بموضوع الذكاء الاصطناعي؟
تظهر الخريطة الحرارية مستوى اهتمام المجتمعات حول العالم بموضوع الذكاء الاصطناعي من خلال عمليات بحث المستخدمين للانترنت خلال الخمس سنوات الماضية.
هذا واقع الناس واهتمامهم بالذكاء الاصطناعي كموضوع جديد وجاذب، أما حين نتحدث عن المال والأعمال.. عن جاهزية الشركات في السعودية فالحديث لمايكروسوفت التي كلفت شركة “إرنست آند يونغ EY” إحدى أكبر الشركات المهنية في العالم بدراسة قيّمة لمعرفة جاهزية الشركات في السعودية لتطبيق الذكاء الاصطناعي ، وأعلنت مايكروسوفت عن النتائج يوم الثلاثاء 18يونيو في مؤتمر صحفي بمقرها في الرياض.
في البداية أشار رئيس شركة مايكروسوفت العربية، م. ثامر الحربي في عرضه للنتائج إلى اهتمام الشركات السعودية بتطبيق الذكاء الاصطناعي قائلا:
(أن الشركات السعودية تبدي اهتماما بالغا بالذكاء الاصطناعي، وذلك من وجهة نظر إستراتيجية، وهو ما يعد مؤشراً إيجابياً لمستقبل التكنولوجيا داخل المملكة، ويبدأ الاهتمام بالذكاء الاصطناعي من خلال قيام الرؤساء التنفيذيين بتحديد مشاكل العمل التي يجب حلها، وبالرغم من محدودية النشاط في مجال الذكاء الاصطناعي بالمملكة العربية السعودية على مدى السنوات 10 الماضية، إلا أن المملكة تمكنت العام الماضي من دخول المجال باستثمارات تجاوزت النصف مليار دولار.
و أن الشركات السعودية تمضي قدمًا للاستفادة من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بما يتماشى مع برنامج التحول الوطني 2020، ورؤية المملكة 2030، و أن منحنى جاهزية التطبيق مازال في بدايته بالنسبة لتلك الشركات، إلا أنها تظلّ في وضع جيد للاستفادة من الخبرات العالمية في المجال، والتي قد تمكنهم في النهاية من تجاوز بلدان أخرى في السنوات القليلة المقبلة).
وقال ستيف بليمسول، رئيس استشارات البيانات والذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى EY: “إن مشكلة الذكاء الاصطناعي الأكبر حتى الآن هي أنه لا يقدم نتائج صحيحة دائماً، فقد منحتنا تقنيات الذكاء الاصطناعي القدرة على تقديم تنبؤات وقرارات وإجراءات قائمة على البيانات بشكل أسرع من أي وقت مضى، لكن كفاءتها ترتبط بكفاءة البيانات والبرمجيات التي تستند إليها. رغم أنه من الرائع رؤية شركات محلية تستثمر في اعتماد الذكاء الاصطناعي، إلا أنه ينبغي أن يكون التركيز منصباً على بناء الثقة، فبقدر ما تكون البيانات والبرمجيات الأساسية موثوقة، تكون النماذج الأخلاقية والتنبؤات قابلة للقياس ودقيقة. وبدون الثقة، لن ينتقل الذكاء الاصطناعي من الخيال إلى الواقع على الإطلاق”.
نتائج دراسة شركة “إرنست آند يونغ” (EY)
1-أن 89% من الرؤساء التنفيذيين السعوديين يتوقعون أن يحقق الذكاء الإصطناعي فوائد تجارية لشركاتهم من خلال تحسين عملياتها في المستقبل. لكن هناك تخوف من قبل المديرين التنفيذيين أن تشغلهم موجة الذكاء الإصطناعي عن تبعات الإستثمار في تقنية بدأت للتو بإظهار قيمتها التجارية
2-أن 26٪ من الشركات السعودية تخطط بفعالية لإجراء أنشطة الذكاء الاصطناعي، حيث بلغت نسبة الشركات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في عملياتها التجارية بنحو 16%، مع وجود مؤشرات إيجابية عن جاهزية تطبيق الذكاء الاصطناعي،
3-أفادت 42% من الشركات السعودية عن وجود محادثات على مستويات غير إدارية حول الذكاء الاصطناعي، وهي أعلى نسبة بين مثيلاتها في المنطقة، إذ تولي الشركات السعودية اهتماماً بالغاً بذلك.
4-يتركّز الاهتمام الأول للشركات في تطبيق الذكاء الاصطناعي على نشر الموارد الخاصة بها، حيث تحرص ما لا يقلّ عن 32 ٪ من الشركات السعودية على الاقتصاد في بذل مواردها المالية والبشرية على الذكاء الاصطناعي لمجرّد كونه موضوعاً مثيراً،
5-بينما ترى 37 ٪ من الشركات أن الذكاء الاصطناعي أولوية مهمة، إلا أنهم يدركون أنه ليس أولوية قصوى، وعوضاً عن ذلك، فإنهم يعملون على إرساء دعائم البنية التحتية اللازمة للتحول الرقمي، بدءا من البيانات ذات الجودة المرتفعة.
6–تبدي الشركات السعودية تفاؤلها إزاء التأثير المستقبلي للذكاء الاصطناعي على أعمالها، حيث تتوقع نسبة 37٪ تأثير الذكاء الاصطناعي بشكل كبير على أعمالهم الأساسية، وأشار المشاركين بإيجابية مساعدة الذكاء الاصطناعي للموظفين في تنفيذ مهامهم اليومية بشكل أكثر فعالية.
7-تتنبأ 79% من الشركات السعودية بأهمية الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالمخاطر وعمليات الاحتيال أو دمجه مع التشغيل الآلي الذكي لتقسيم مهام العمل على الأفراد، مما يؤدي في النهاية إلى تحسين عمليات الشركة.
8-اعتبر 68% من المشاركين في الدراسة البحثية أن التشغيل الآلي يعتبر من أكثر التطبيقات ارتباطاً بالذكاء الاصطناعي.
طرق بحث الدراسة وجمع البيانات:
اعتمد تقرير “إرنست آند يونغ” جاهزية تطبيق الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط وأفريقيا على مصادر متعددة للبيانات، وذلك لتحديد سبب ومكان وكيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في الأعمال التجارية حاليًا، وتستند الدراسة البحثية، على الدراسات الاستقصائية، والمقابلات، ودراسات الحالة في 112 شركة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وشملت القطاعات الرئيسية التالية “الصحة، والتصنيع والموارد، والخدمات المالية، والخدمات المهنية، والتجزئة، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والإعلام، والبنية التحتية والنقل”.
هذا وتظلّ الشركات السعودية محتفظةً دائما بدورها الإستراتيجي في الانخراط بنظام بيئي أوسع من حيث الاستشاريين والإخصائيين، مما مكنها من الوصول إلى المهارات المطلوبة لتنفيذ مشاريع الذكاء الاصطناعي وتنمية الموارد الداخلية بتفاؤل أكبر للتوسع في المجال.
وتدرك المؤسسات السعودية المهام اللازم تنفيذها قبل الوصول لمرحلة “جاهزية البيانات”عملية تطوير الذكاء الاصطناعي، فمعظم الشركات لديها إمكانية الوصول إلى كميات كبيرة من البيانات، إلا أنها لاتزال تبني الهياكل اللازمة لتنفيذ عمليات بيانات صارمة.
وبغضّ النظر عن إدارة البيانات، تشير الشركات السعودية إلى أنها لا تزال تعمل على تطوير العديد من القدرات الأخرى اللازمة لتحقيق جاهزية تطبيق الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك دمجه مع الذكاء العاطفي، وهو الأمر المتوقّع نظرًا لأن تلك المؤسسات لاتزال تعطي الأولوية للكفاءات التأسيسية.