هل أنت من أقرباء فلان ؟ للكاتب عبدالعزيز الذكير
Last updated on يناير 9th, 2020 at 01:40 م
ألاحظ أننا بدأنا في الإدارة نترك بعض الأسئلة أو العبارات التي لا لزوم لها ، والتي لا تدخل ضمن مجرى الحديث العملي عند التعامل التجاري أو الحكومي .
اجتزنا أيام ضياع كان الواحد منا يسأل من حوله : هل تعرف أحدا في الدائرة الفلانية ؟ . ومن لم يكن ليعرف أحداً كان الله في عونه .
وتحضرني قصة عضو شلة ” بلوت ” هنا في الملز . أراد منه صديق أن يُعرّفه على أحد في دائرة ما . فقال العضو : نعم رح لبو محمد . قال الصديق لعضو الشلّة : مشكور،أعطني اسمه الكامل . فقال : أبو محمد ، ماغيره.. !، اللي يلعب معنا بلوت هنا كل ليلة، تبين أن عضو الشلة ذاك لا يعرف الأسم الكامل لزميلهم ، وطوال سنين لا يعرفه إلا ب .. ” إنزل يابو محمد … عندك يابو محمد.
هل لا حظتم مثلي أن الجيل الجديد في الإدارة ، وبالأخص الخريجون ، يدخلون للموضوع رأساً ولا تستعذبهم أسئلة كالتي اتخذنها عنوانا لهذه المقالة .
” وش يقرب لك فلان ” ؟
عبارة اعتاد الناس على طرحها عند التعرّف على معارف جُدد. وبعض الأعراب لا يزالون يطرحون ذات السؤال إذا وصلت معاملتهم (الحكومية) عند شخص في الدائرة..
عادة جيدة قديماً، لكنها لم تعد كذلك الآن. فالجدد من الموظفين لا يرغب الخوض إلاّ في حدود ما تتطلبه
الحال Business only
ليس قولي هذا دعوة الى تجاهل عُرف كان محموداً وسائداً. لكنني أرى أن المخاطَب، في كثير من الأحيان لا يكون سعيداً، إلى الدرجة التي يُصبح فيها الانزعاج بادياً على وجهه
في الماضي كان السؤال أقرب إلى تأشيرة دخول إلى قلب المخاطَب، أو لنقل معبراً طبيعياً إلى وِدّه، أما الآن فأرى – وهو مجرّد رأي – أن المخاطب يشعر أنك بسؤالك هذ تُقلّص شخصيته، وترحّب بالشخص البعيد وليس به. ومع تداخل المشاكل وتشابك المصالح وتضارب المنافع أصبح المرء يحذر من ذكر اسم شخص أمام شخص آخر. فقد لاتكون الحال بين الإثنين على مايرام، أو قد لا يكون ذا صلة عائلية به، وجاء الأسم فقط مماثلا.
لا بأس من طرح هذا السؤال إذا جاء في وقت خال من العمل، أو إذا أُتيحت الفرصة في جلسة ودّ ومعرفة ولقاء إلفة لا لقاء عمل .