“\u0627\u0644\u0646\u0641\u0627\u0637\u0629”
وزير النفط زمان
Last updated on يناير 9th, 2020 at 01:47 م
نصوص أدب وتاريخ وشعر ، تقول لنا أن المنافع المخزونة في باطن الأرض في قائمة مكتشفات العرب قبل الغرب .
النفط أو البترول : (كلمة مشتقة من الأصل اللاتيني بيترا والذي يعني صخر، “أوليوم” والتي تعني زيت)، ويطلق عليه أيضا الزيت الخام، كما أن له اسما دارجا “الذهب الأسود”.
لم يجادل المؤرخون المعاصرون أن البترول اكتشفه العرب قبل الغربيين , فالغربيون استخرجوا النفط قبل 80 سنه فقط في المنطقة العربية ، الواقع والتاريخ ،وحتى الأدبيات تقول إن المادة اكتُشفت من قبل العرب قبل ألف سنة أو ما يقارب ذلك ،والفقه الإسلامي قال: إن المسلمين أوجدوا ما يُشبه الكيان الإداري لاستغلال النفط ، وأن مدينة القيّارة بجوار بغداد شهِدتْ ما كان يُطلق عليه ( النفاطات )، وكلمة القيارة من القير أو ( الجير ) ، ولا يمكن وجود الجير إلا من شيء يخرج من باطن الأرض .
غير عاجزين أن نتذكر الماضي القريب في مدن وقرى جزيرة العرب ،حين كان النفط الخام يُستعمل لطلاء الأبل المصابة بمرض جلدي كاالجَرب، وفي السوق يجلبون آنية لبيع السائل الأسود فيها ، ويستعمله من به أذى من رأسه ويسمّى ( نفط ).
قديماً كانت العيون تظهر فوق سطح الأرض ، ولن يجدالمحتاجُ صعوبة في الحصول على كفايته ، مادام الأمر لا يحتاج إلى ( تكاليف إنتاج ! ).
وعندما بدا أن هذا الشيء له فائدة في طلاء السفن لجعلها أكثر تحملاَ في مياه البحار ، كذلك استعمل بكثرة كدواء للجرب في الأبل ( لا حظوا أن هذين الإستعمالين لهما ارتباط وثيق ب .. ( المواصلات ) .
وأطلقتُ كلمة ( النفاطة ) كعنوان لهذه المقالة ،وأنا غير جازم بأنها تعني العين المنتقعة على سطح الأرض ،أم أنه تعبير عسكر يُطلق على الذين يستخدمون النفط في الحرب من على أظهر الخيل، أو تعبئته ورميه في قارورات على العدوِّ، وانتشرت هذه الفرقة منذ العصر العباسي، وكثر الاعتماد عليها في وقت الحروب الصليبية، وكلا التفسيرين جاء في مراجع .
وقد ذكر ابن كثير في حوادث عام ( 586هـ ) : أن الخليفة العباسي الناصر لدين الله ( ت 622هـ ) أرسل للقائد صلاح الدين الأيوبي أحمالاً من النفط ،والرماح، ونفَّاطة، ونقَّابين، كل منهم متقن في صنعته غاية الإتقان.
ومن طريف أشعار ذلك الزمان في النفط قول الشاعر ( عبد الصمد بن المعذل العبدي )- وهو من شعراء العصر العباسي الأول – في صديق له كان يحسن مواصلته حتى هجره، عندما عُيّن والياَ على النفط ،فقال فيه :
لعمري لقد أظهرتَ تيهاً كأنما = تولّيتَ للفضل بن مروان عُكْبـــرا
وما كنتُ أخشى لو وليتَ مكانةً = عليَّ أبا العباس أنْ تتغّيــــــرا
لحفظ عيون النفط أحدثتَ نخوة = فكيف به لو كان مسكاً وعنبرا
دع الكبرَ واستبق التواضع إنه = قبيح بوالي النفطِ أنْ يتكبـــــــرا.
وتذكر بلادنا أن أول استعمالات غاز الإضاءة كانت لإشعال الفوانيس في المنازل والطرقات، ونشأت في الشام صناعة الفوانيس ذات القاعدة التي تقوم مقام المخزن، وتُشعلها المنازل مع الغروب وتُطفئها قبل النوم أو ( تقصر الفتيلة ) توفيرا وهدوءا .
وواضح لي أن ” والي النفط ” ذاك له مكانة، يساوي وزير البترول في زمننا.