مفردات العنف كلها في الرياضة
عبد العزيز الذكير
Last updated on يناير 9th, 2020 at 01:19 م
الميل إلى العنف طبيعة الكائنات الحيّة منذ خلق الله الأرض خصوصاً إذا كان العنف آتياً من حسد أو غيرة أو تنافس أو نقص.
ولو فكرنا قليلاً لوجدنا العنف مصاحباً للنشاط البشري وقيل إن لعبة الشطرنج بما فيها من قتل.. وطرد.. وكش الخ كانت عنفاً..! عرفه الإنسان. المترف لإشباع رغبة في داخله للفتك.. والقتل.. وهدم القلاع.. والحصون..
وتقدمنا قليلاً فرأينا كرة القدم بما فيها من إصابات ورفس وركل.. لا تنتهي المباراة إلا بإصابات..
قال الشاعر الرصافي واصفاً لعبة كرة القدم:
وبرفس أرجلهم تُساق وضربها
بالكف عند اللاعبين حرامُ
فتخالها.. وتخاله كفريسة
سقََطتْ فزمجر دونها الضرغامُ
هذه المفردات عنفٌ بحدّ ذاتها. مع أنها يفترض فيها أن ترسم البسمة والمرح.
والعنف تطوّر أخيراً إلى كلمة الإرهاب.. واعترض لغويون في الأيام الأخيرة على الكلمة وقالوا إن من الأحسن استعمال كلمة “الترويع”.
ثم جاءتنا الملاكمة.. والمصارعة.. والكراتيه.. والتايكوندو، وجاهل من ظن أن هذا ليس عنفا.
وكلمة إرهاب مصدر للفعل أرهب يرهب، وهو متعد بزيادة الهمزة على أصله الثلاثي ” رهِب، ومعناه خاف، فيكون مصدره الرهبة بمعنى: الخوف، ويكون معنى المصدر الرباعي المتعدي: الإخافة، ومن ذلك قوله تعالى (ترهبون به عدو الله وعدوكم). ومن الكلمات الرديفة والمقاربة للإرهاب: الرعب والترويع والإفزاع. هذا في الإرهاب، أما الإرهابي فهو في اللغة نسبة إلى الإرهاب، مثل كون الإخباري نسبة إلى الأخبار، والإعلامي نسبة إلى الإعلام، ويكون معناه القريب: الذي يعمل بالإرهاب، ولا وجود للمفردة في الآداب العربية القديمة . فلو قلت لإنسان من العرب القدامى: أرني إرهابياً فلن يفهم من كلامك شيئاً إلا إذا شرحت له المفردة . ويصعب العثور على تعريف للإرهاب في مراجع القانون الدولي.
أما معجميّاً ، ففي الإنجليزية يجد الباحث أن المفردة ( تيريريزم ) TERROISM دخلت إلى اللغة فقط في العام1795 وجاءت من اللاتينية ( تيرور ) . وفى مفهوم الكلمة المعاصر نجد أن المفردة تكرّرت في أدبيات الإنجليز فى العام 1947 إشارة إلى إرهاب المجموعة اليهودية فى فلسطين ، وهجماتهم المتكررة على الجنود الإنجليز.