التعلق السوي والتعلق المرضي
Last updated on يناير 9th, 2020 at 09:52 ص
الكاتب: محمد العتيبي.
تحدثت في مقال سابق عن التعلق وآثاره بشكل عام وأن مرده غالبا يعود للنشأة مند الصغر ، فمن خلال ملاحظاتي ومشاهداتي للواقع فإن كثير من المشكلات والخلافات للأسف بين الناس – خصوصا الأصدقاء والأقرباء – سببها التعلق المرضي الناتج من عدم تقدير الذات فيحدث الخذلان وتتوالى الصدمات وتكثر بذلك القطيعة ويزداد النفور ، والتعلق المرضي حالة عاطفية مرتبطة بالحياة اليومية وبنمط التعامل مع الآخرين والتعلق بأحد الأشخاص، وهدا التعلق غير مقنن وبلاهدف وتخطيط وبلا إدراك ووعي ولايميزه أي روابط مشتركة ويحدث في ظروف نفسية مؤقتة ينتج عنها تدني في تقدير الذات ويسبب ضغوط وأذى نفسي على المتعلق، وأما التعلق السوي الطبيعي فهو يشكل علاقة متكافئة لاتسبب المتاعب ودافعه الأساسي هو الحب ويمر بمراحل طبيعية إبتداء من إرتباط الأولاد بأمهم ومن ثم تعلق الإبن بأبيه الى فترة دخوله المدرسة وتعلقه بزملائه والمدرسين وعندما يصل فترة المراهقة يبدأ بالمقارنات بينه وبين زملائه ويحاول أن يتعلق بالأشخاص دون وعي وقد تتحول هده العلاقة الى تعلق مرضي .
أعراض التعلق المرضي واضطراباته حقيقة ليست متشابهة، فالبعض يتعلق بالآخرين ليشعرهم بأنه الأفضل وليس محتاجا لهم لينفس فيهم رغباته ويفرض أسلوبه وسيطرته عليهم وهذه تسمى الشخصية النرجسية أو المتعالية، والبعض الآخر هم الذين يشعرون بالدونية والضعف وبأنهم بحاجة دائمة للآخرين ولمن يقودهم وتلك هي الشخصية الاعتمادية، وهذا التعلق بلا شك ينتج عنه الألم والحزن والاكتئاب ويؤثر في حياتنا وفي مستوى الدراسة والعمل وكذلك في الحياة الزوجية ومايحدث فيها من خيانة أو فشل، الخلافات الأسرية والتعنيف والإهانات التي يتلقاها الأولاد خصوصا في صغرهم وعدم تفريغ المشاعر أولاً بأول وشعور الفرد بأن ليس له دور في المجتمع كلها مجتمعة من أهم أسباب التعلق المرضي.
هناك عدة طرق لمواجهة هذا التعلق المقلق للتمتع بحياة سعيدة ومطمئنة، وللوصول لحالة من الاستقلال والاتزان العاطفي تضمن للفرد الإدارة الصحيحة لمشاعره وردود فعله، منها :
1- إستشارة مختص نفسي عندما تطول الحالة المرضية أكثر من 3 أسابيع كما ينصح المختصين.
2- صارح نفسك ومشاعرك عن مميزات وعيوب الطرف الآخر واسأل نفسك: هل هذه العلاقة متكافئة؟ هل أنا سعيد فيها؟ ما الثمن الذي أدفعه لإنجاح هذه العلاقة وهل أبذل جهدا أكبر من الجهد الذي يبذله الطرف الآخر لإنجاحها؟
3- صارح شريك حياتك عن احتياجاتك.
4- أشغل نفسك بممارسة الهوايات والمهارات التي تشعرك بالرضا وتقدير الذات.
5- تعرف على أصدقاء جدد لهم نفس الميول.
6- لا ترفع سقف توقعاتك بالآخرين فهم بشر طبيعتهم الخطأ ومشاعرهم متقلبة.
7- تصالح مع ذاتك واعرف نقاط قوتك وضعفك.
8- ولتستقل عاطفيا يجب أن تتحمل المسؤولية وتتخلى عن الحاجة لتقمص دور الضحية.
9- ولتستقل عاطفيا إحرص على تأكيد الذات.
10- ولتستقل عاطفيا وتستعيد ذاتك إبحث عن مصدر دعم عاطفي آخر.
11- ولتستقل عاطفيا إحرص على حماية مشاعرك بالقدر نفسه عندما تشعر بالآخرين وتتعاطف مهم فلا تبالغ بالاعتناء بهم.