«التخبيص» على مسار المستقبل
هالة القحطاني
تتغير الأهداف عادة حين تتبدل الظروف والزمن ومتطلبات الحياة. فلا يمكن أن تنجح أي مؤسسة والمـنظومة الادارية داخلها مترهلة، او ليست لديها القدرة الكافية على مواكبة هذا التغيير الضخم والمتسارع، أو مجاراته بابتكار أفكار جديدة توائم التقدم في العالم، دون ان يفقد البلد والمجتمع هويته.
فمنذ انطلاق «الرؤية» والمملكة في عمل جاد ومتواصل، بات أثره يتضح للعيان على مستويات عدة، فحين تبينت ملامح مسار المستقبل في أماكن مثل «القدية» و«البحر الأحمر» و«نيوم» و«بوابة الدرعية» و«الطائف الجديد» و«العلا» وغيرها، غشت الضبابية أماكن أخرى مثل وزارة العمل، التي عجزنا أن نراها الى الآن بوضوح. وحين حاولنا أن نسأل، “تعامى” المسؤول “وصم” أذنيه تماماً، وكأنه لا يرى الخوف والإحباط الذي يشعر به عدد كبير ، من وحش البطالة المتربص بمستقبلهم. حتى تكوّنت لدينا قناعة كافية بأن تغذية أرقام «مقاييس الأداء» لرفعها بأية وسيلة، باتت هدف المسؤول الأول.
قبل «الرؤية»، كنا نطرح الكثير من الآراء والانتقادات والاقتراحات، التي وجهناها لمختلف القطاعات والوزارات، ولقت صدى وتجاوب إيجابي من الدولة، التي سعت لتطويرها وتحسينها ولله الحمد.
لذا، لا أؤيد الفكرة البليدة، التي تحاول التضليل والتخويف، بأن أي انتقاد ينال برامج او مبادرات «الرؤية»، يعني بإن الشخص ضد التطوير الذي تقوده الدولة، بل نحن ضد تظاهر بعض الوزارات، بأن بعض الاستراتيجيات حققت أهدافها وهي ليس كذلك، وهذا أمرٌ وارد. فمن الطبيعي أن نلمس عدم الموضوعية والفوضى في تنفيذ بعضها. لسببين رئيسيين: السرعة ، وضعف الابتكار !
فأصبح مثلاً، من لا يملك القدرة الكافية، على الإتيان بأفكار «إبداعية»، ليُضيف بها ويؤدي الدور الذي كُلِف من أجله، يفتي بزيادة رسوم او غرامات، ويقنع الآخرين بفتواه ثم يربطها بأسطوانة «تنوع مصادر الدخل»!
مثل ما حدث في « الترفيه»، فمثلا، لم يكن كافيا ريع الحفلات التي أقيمت على المسارح باستضافة فنانين أحياء فقط، بل تم استخدام تقنية «الهولوجرام» لإقامة حفلات لمن في القبور !
والمخيف أكثر أن يكون هناك جمهور ، لديه الاستعداد للدفع، حتى لو كان ما يراه مجرد ضوء «ليزر».
لذا لا مكان للتخبيص على مسار المستقبل، وان حدث سينهار في اول اختبار.